يُذكَر محمد علي، الذي يُحتفى به غالبًا باعتباره “الأعظم”، بكاريزمته ومهارته وتصميمه في حلبة الملاكمة. وبينما قد يفترض العديد من المعجبين أن صعود علي إلى القمة كان رحلة سلسة، إلا أن الواقع كان أكثر تحديًا. في مقابلة كاشفة مع مجلة الخاتم، شارك علي ذكرياته عن أصعب معركة في مسيرته المهنية المرموقة. ومن المدهش أنه لم يكن “هدير في الغابة” الشهير ضد جورج فورمان هو الذي اعتبره الأكثر صعوبة، بل أول معركة له على لقب العالم ضد سوني ليستون في عام 1964.
في عام 1964، واجه محمد علي، المعروف آنذاك باسم كاسيوس كلاي، سوني ليستون على لقب العالم للوزن الثقيل. في ذلك الوقت، كان علي غير مرشح للفوز بسبع مباريات مقابل خسارة واحدة، وتوقع العديد من كتاب الرياضة هزيمة سريعة. ومع ذلك، أصبحت المعركة واحدة من أكثر المعارك إرهاقًا وأهمية في مسيرة علي المهنية.
تذكر علي كيف دخل ليستون الحلبة بنية تدميره. كان ليستون، المعروف باسم “الدب”، خصمًا هائلاً، يلاحق علي بسلوك مهدد. كانت استراتيجية علي هي الاستمرار في التحرك والسيطرة على القتال منذ الجولة الثانية، لكن الأمور اتخذت منعطفًا نحو الأسوأ في الجولة الرابعة.
كان انتصار علي على ليستون بمثابة بداية عهده كبطل العالم للوزن الثقيل. كانت المعركة لحظة حاسمة في حياته المهنية، حيث أظهرت ليس فقط براعته البدنية ولكن أيضًا قوته العقلية. وعلى الرغم من الجدل المحيط بالمعركة، مع تكهن البعض بأن ليستون ربما أعمى علي عمدًا أو أنه كان يجب أن يتوقف في وقت سابق، إلا أن الفوز عزز مكانة علي كقوة لا يستهان بها في عالم الملاكمة.
تقدم تأملات محمد علي حول أصعب معركة خاضها ضد سوني ليستون لمحة عن التصميم والمرونة التي حددت حياته المهنية. في حين كانت مباراته مع ليستون مليئة بالتحديات، فإن قدرة علي على التغلب على الشدائد وتحقيق النصر هي شهادة على عظمته. لقد أظهرت هذه المعركة، أكثر من أي معركة أخرى، للعالم أن محمد علي لم يكن مجرد ملاكم موهوب، بل كان بطلاً حقيقياً يتمتع بروح لا تقهر.