فلويد مايويذر، بطل العالم السابق في خمسة أقسام وأحد أكثر الملاكمين إنجازًا في التاريخ، شارك مؤخرًا أفكاره حول الأسطوري محمد علي. وفي تأمل صريح، أقر مايويذر بالتأثير الهائل الذي تركه علي على الرياضة مع تسليط الضوء أيضًا على الاختلافات بين حياتهما المهنية.
بدأ مايويذر بالتعبير عن احترامه العميق لعلي، الذي يُنظر إليه غالبًا على أنه أعظم ملاكم للوزن الثقيل على الإطلاق. قال مايويذر، معترفًا بالمسار الرائد الذي أنشأه علي للأجيال القادمة من الملاكمين: “أرفع قبعتي لرجال مثل محمد علي لأنهم مهدوا الطريق لي لأصبح ما أنا عليه. لذلك أرفع قبعتي لأسطورة مثله”.
لا يمكن إنكار تأثير علي على الرياضة، من براعته في الحلبة إلى حضوره القوي خارجها. لقد كان أكثر من مجرد ملاكم؛ لقد كان رمزًا ثقافيًا استخدم منصته لمعالجة القضايا الاجتماعية وإلهام الملايين. إن اعتراف مايويذر بإرث علي يؤكد الاحترام الذي يكنه له أبطال اليوم.
ومع ذلك، أجرى مايويذر أيضًا مقارنات بين مهنهما، مع التركيز بشكل خاص على النقطة التي بلغ فيها كل من المقاتلين 36 عامًا. في ذلك العمر، واجه محمد علي ليون سبينكس، وهو مقاتل شاب سجل ستة انتصارات فقط وتعادل واحد. علي، الذي عزز بالفعل مكانته كأسطورة، خسر تلك المعركة، مما شكل لحظة مهمة في مسيرته اللاحقة.
في المقابل، سلط مايويذر الضوء على تجربته الخاصة في سن 36، عندما قاتل شاول “كانيلو” ألفاريز الذي كان يبلغ من العمر 23 عامًا آنذاك. كان كانيلو، وهو مقاتل راسخ بالفعل وخاض عددًا من المباريات تقريبًا مثل مايويذر، نجمًا صاعدًا في هذه الرياضة. “عندما كنت في السادسة والثلاثين من عمري، قاتلت أسدًا صغيرًا يُدعى كانيلو”، كما أشار مايويذر، مؤكدًا على مستوى المنافسة التي واجهها مقارنة بمواجهة علي مع سبينكس.
أرجع مايويذر طول عمره في هذه الرياضة إلى الدروس التي علمه إياها والده، الذي أكد على أهمية الدفاع. وقال مايويذر، مشيرًا إلى الاستراتيجية الدفاعية التي أصبحت السمة المميزة لمسيرته وساهمت في سجله الخالي من الهزائم: “أول شيء علمني إياه والدي هو أنه كلما قلت كمية التدريب التي تأخذها، كلما طالت مدة بقائك في الملاكمة”.
أهم النقاط المستفادة:
بينما اختلفت مسيرة مايويذر ونهجه عن مسيرة علي، فإن تأملاته تسلط الضوء على التحديات والقرارات الفريدة التي تحدد إرث كل مقاتل. إن تأثير علي على الملاكمة والثقافة لا مثيل له، لكن مسيرة مايويذر، التي تميزت بسجل خالٍ من الهزائم ومباريات ضد خصوم من الدرجة الأولى، تظل بمثابة شهادة على مهارته واستراتيجيته وقدرته على التحمل.
بينما يواصل مايويذر التفكير في مسيرته وأولئك الذين سبقوه، تعمل المقارنات كتذكير بطبيعة الملاكمة المتطورة والمسارات المتميزة التي يرسمها الأساطير لأنفسهم. لقد ترك كل من علي ومايويذر بصمات لا تمحى على الرياضة، كل بطريقته الخاصة، وستستمر إرثهما في إلهام الأجيال القادمة من المقاتلين.